مدونة عالم الطفل

شكوى.. إنهم لا يقرؤون!!

Posted on: مارس 2, 2010

وأخشى ألاّ يقرؤوا هذا المقال لذلك.. فقد شجعت بعضهم على القراءة ومنهم عدد من طلابي في المرحلتين المتوسطة والثانوية ووعدتهم بحوافز عديدة إن قرؤوا ولم أجد أيّ استجابة.
وأهديت لبعضهم كتباً ليقرؤوها فما وجدت أي استجابة.

وأرسلت رسائل جوال تذكر بمقال جيد أو قصة رائعة أو كتاب نفيس فكانت الاستجابة ضعيفة غير مشجعة.

وكان مصير بعض الكتب التي أهديتها، ومنها كتب قصص وأخطاء لغوية وتاريخ، كان مصيرها رفوف المكتبات أو أدراج الطاولات أو تحت أسرّة النوم!

وقالوا: حلّ (الإنترنت) محل الكتاب وزاحمت التقنية الكتاب القديم فعرفنا ما سمي الكتاب (الإلكتروني) الذي سجّل على شريط أو (فلاش).. ولكن هل يُقرأ ما وجد على تلك الوسائل؟ كلا فالعلة قائمة والمانع هو هو هناك وهنا!

إذا سألت أحدهم: هل اشتريت كتاب: تفسير القرآن العظيم أو البداية والنهاية أو زاد المعاد؟ قال: موجود عندي في الجهاز، وإن سألته هل قرأه؟ قال: لا!! وقلت لبعضهم: لقد كتب الدكتور فلان مقالاً ممتازاً في جريدة ( ) قال رأيته، فإذا قلت ما مضمونه وما أفكاره؟ قال: لم أقرأه لأنه (طويل)! ولو كان بضعة أسطر، وبعضهم أكثر شجاعة وجرأة وحباً للحوار ومن ذلك أنّه يمتدح عندك قصة أو مقالاً فتفرح ويعجبك ثم تحزن إذا قلت له وما سرّ جماله عندك وإعجابك به؟ قال: عنوانه جميل والكاتب من خيرة الكتاب، ولكني لم أتمكن من قراءته!

 

هذه ظاهرة توجد لدى الكبار والصغار والنساء والرجال والشيب والشباب إلا ما قلّ.. ولا يغرنّك ما ترى من حركة بيع الكتب ورواجها فتلك ظاهرة أخرى، فإن القصور والفلل الجديدة لابد أن يكون فيها مكتبة هي من تمام (ديكورات) المنزل الحديث ولوازمه من أجل أن يقال في البيت مكتبة!

أستثني من ذلك عدداً من الرجال والنساء يقرؤون ولكن.. والسرّ فيما بعد لكن: قراءتهم مقصورة على كتاب وكاتبات محدّدين لشهرة معينة وهي قراءة ضعيفة هازلة.

كما أستثني طلاب الدراسات العليا الذين تجبرهم أنظمة الدراسة على البحث والتأليف والتحقيق فيعيشون مع الكتاب لا حباً له ولا قناعة به ولكن: قرأ القارئ لأمر كان يقصده (كما قال الشاعر) فلما انقضى أمره لا قرأ ولا كتب!

إلى من تُرفع الشكوى، ومن ينصف الكتاب في زمن: الملل وضعف النفوس والاشتغال بالشهوات المادية؟!

 

من ينصف الكتاب في زمن الزهد في العلم وجعله مطيّة للشهوات والمظاهر؟!

من ينصف الكتاب ويردّ له مكانته في زمن الدعايات والاغترار بها؟!

من ينصف الكتاب في زمن حبّ السماع والمشاهدة للسيل العرم من البرامج الإعلامية التي تعرضها شاشات القنوات الفضائية وغيرها؟!

 

هل نقتدي بأوائلنا وسلفنا الصالح في حب الكتاب والقراءة والنقد والإصلاح، أم هل نغار من غيرنا من شعوب الأرض في الشرق والغرب الذين مازالوا يقرؤون بشغف ونهم وعزم وجد.. رغم امتلاكهم أحدث وأجود وأغلى مما نملك من تقنية ولوازمها.. هل نقلّدهم -والقراءة أمر جدي مفيد يبني العقول والأذهان- هل نقلّدهم في القراءة كما نقلّدهم في الرقص والتمثيل والغناء وسخافات الملابس والمظاهر الأخرى؟!

 

وقبل الختام أقول: إن أمة كان أول آية نزلت عليها من كتاب ربها (اقرأ) جديرة بالعناية بالقراءة والاهتمام بها من الكبار والصغار والنساء والرجال لا تقليداً لغيرنا ولكن:

1 – امتثالاً لأمر الله تعالى.

2 – بناء لعقولنا وأفئدتنا.

3 – تسلية لنا من المصائب والحوادث.

4 – متعة وإراحة للذهن من مشاغل الحياة وأوقات الجد فيها.

5 – تربية الجيل وشغلاً لأوقاته بما يفيد.

6 – نشراً للعلم والفقه من أجل أن يعبد أحدنا ربه على بصيرة وفقه لا على جهل وتقليد.

 

 

الكاتب : عبدالعزيز صالح العسكر

المصدر : المجلة العربية

1 Response to "شكوى.. إنهم لا يقرؤون!!"

السلام عليكم ورحمة الله
مقال جميل بارك الله فيك

أضف تعليق

أدخل عنوان بريدك الالكتروني لتلقّي رسـالـة عند إضافة موضوع جديد

انضم مع 17 مشترك